أسبوع موضة الخريف والشتاء في ميلانو يحتفل بالرجل «الجنتلمان»
لندن: جميلة حلفيشي
مفاجآت مثيرة شهدها اسبوع الموضة الرجالي لخريف وشتاء 2006 ـ 2007 بميلانو الأسبوع الماضي، بدءا من مشاركة فيكتوريا بيكهام، عضو فريق سبايس غيرلز السابقة وزوجة لاعب الكرة البريطاني ديفيد بيكهام، في عرض روبيرتو كافالي، إلى توجيه العديد من دور الازياء والمصممين انظارهم إلى بريطانيا لاستقاء افكارهم. فعلى مدى خمسة ايام، غلبت على العروض أجواء رومانسية تحن إلى عهد «الجنتلمان» الارستقراطي، كما جسدته العديد من روايات القرن الثامن عشر. وإذا كان هذا الاتجاه سيجد صدى طيبا لدى الرجل، الذي ربما يكون قد مل من الأزياء المستلهمة من ثقافة الهيب هوب ومغني الروك اند رول، التي تركز على الاستعراض وعلى كل ما يلمع ويسطع، فإنها أيضا ستمس وترا حساسا لدى المرأة، فهي الأخرى تحن إلى الرجل الجنتلمان، الذي غيبته ضرورات الحياة وإيقاعها السريع. وربما يكون فيلم «بريدجيت جونز»، الذي حظي بنجاح تجاري كبير منذ بضع سنوات، المرأة التي أظهرت هذه الرغبة الدفينة وأخرجتها للسطح. فالمرأة، مهما كان مركزها أو استقلاليتها المادية، لا بد وان جزءا منها يحلم بمستر «دارسي» بطل رواية جاين أوستن الشهيرة «برايد أند بريجوديس»، الذي وإن لم يحضر على حصان أبيض، فهو على الأقل يتوفر على كل مواصفات فارس الأحلام الرومانسي.
بدأت عروض أسبوع الموضة الميلاني يوم الاثنين على هذا الإيقاع، فقد قدمت دار «غوتشي» تشكيلة جاءت فيها القمصان المزينة بكشاكش مستوحاة من العهد الفيكتوري، والمعاطف، على شكل جاكيتات طويلة مع بنطلونات ضيقة وأحذية عالية الساق. كما لعبت فيها الدار على التفاصيل مثل الياقات المزينة بالريش، التي اضافت لمسة بوهيمية أنيقة على المجموعة ككل. الملاحظ انه منذ مغادرة المصمم توم فورد الدار في عام 2004، وخليفته، جون راي، يحاول ان يبتعد عن أسلوبه خوفا من المقارنة، لذلك عوض الإثارة واللعب على مفاتن الجسد، اللذين اشتهر بهما فورد وصنعا اسمه واسم دار «غوتشي»، بالتركيز على الرومانسية والفخامة الهادئة، وأيضا على اللون الاسود للتخفيف من أي مبالغة في التفاصيل لمخاطبة شرائح متنوعة في السوق. فالأسود دائما ينجح في جذب الرجل، بغض النظر عن سنة ومكانته، كما انه في هذه التشكيلة جعل التفاصيل، حتى المبالغ فيها، تبدو رائعة، غامضة ومغرية. وتعقد دار «غوتشي» الآمال عليها لتحقيق المزيد من الربح، فهي لم تعد تعتمد على الأزياء النسائية أو على الاكسسوارات مثل الحقائب والاحذية والساعات وغيرها، وانتبهت إلى أن الرجل بدأ هو الآخر يصرف مبالغ لا يستهان بها على اناقته، الأمر الذي يعني شيئا واحدا وهو انه اصبح سوقا خصبة للاستثمار. فكرة الجنتلمان الارستقراطي كانت ايضا واضحة في تشكيلة كل من «برادا» و«دولتشي اند غابانا» و«امبوريو أرماني» و«بيربيري» و«ميسوني». فـ «برادا» ركزت، إلى جانب مجموعة عصرية مبنية على فكرة محاربين من العصور الوسطى بقبعاتهم العسكرية المصنوعة من الفرو والكشمير، على الارستقراطية المستوحاة من أزياء طلبة الجامعات البريطانية الراقية، ببذلات محددة على الخصر، وبنطلونات ضيقة، مع كنزات واسعة أضافت إليها المعاطف الشتوية المنقوشة والاكسسوارات بعض المرح، الذي كسر بعضا من جديتها. وعلقت ميوتشا برادا على الفكرة بعد انتهاء العرض يوم الاثنين الماضي بقولها «إنها تشكيلة تجسد حلم كل رجل أو شاب..إنها جزء من أيام زمان بإيحاءاتها الارستقراطية ونغماتها البطولية».
في عرض الثنائي «دولتشي اند غابانا»، غلبت فكرة القوة أو السلطة، وكان من الصعب تجاهلها، سواء في ما يتعلق بالاكسسوارات المتنوعة أو في ما يتعلق بالتصاميم المبتكرة، إما على شكل قصة البنطلون المنخفضة عند الخصر الأمامي، أو على شكل جاكيتات مصنوعة من القماش المقصب بأسلوبها النابوليوني، لكن التأثير الارستقراطي كان اكثر وضوحا في الصديرات والمعاطف الكلاسيكية ذات الذيل الطويل والإيشارب الملفوف حول العنق على طريقة «مستر دارسي».
من جهته قدم روبرتو كافالي مجموعة رومانسية ومثيرة في الوقت ذاته، فهو المصمم المفضل للمرأة الاستعراضية التي تريد ان تلفت الأنظار بجمالها وفتنتها، ويبدو انه تبنى الأسلوب ذاته بالنسبة للرجل، بجرعة اخف. ولأنه يحب الاستعراض، فقد ارتأى ان يعطي عرضه المزيد من الأهمية الإعلامية، ودعا فيكتوريا بيكهام عضو فريق سبايس غيرلز السابقة، المشاركة في آخر العرض بفستان أبيض طويل في غاية الانوثة. لكن رغم انه لم يلعب على النغمة الارستقراطية في تصاميمه بشكل واضح، إلا ان خلفية العرض نفسها كانت عبارة عن منظر من القرن الثامن عشر، إضافة إلى ان كافالي صرح انها تخاطب الرجل الرومانسي بمفهومه التقليدي «الرجل الذي قد لا يحمل سيفا، لكنه يحب فكرة ان يصارع ويحارب من أجل الفوز بمحبوبته». فيما عدا هذا التصريح والخلفية التاريخية، فقد غلب على تصاميم الازياء، التي شهدتها منصات العرض، أسلوب راكبي الدراجات النارية ببنطلوناتها الجلدية الضيقة، كما غلبت عليها الإيحاءات اليابانية، من خلال التوكسيدو المبني على شكل كيمونو وقصات الشعر وغيرها، لكنه لم ينس عشقه للفرو، الذي استعمله بسخاء في حواشي المعاطف الجلدية وغيرها.
وتجدر الإشارة هنا إلى ان اليابان وتأثيراته ستكون حاضرة بالنسبة للمرأة والرجل على حد سواء في المواسم القادمة، والفضل في ذلك يعود إلى فيلم «مذكرات فتاة غيشا»، وانتعاش الاقتصاد الياباني. فالمصمم البريطاني الاصل ألكسندر ماكوين، كان أكثر من استغل هذا التأثير من خلال عرض ساحر أرسل فيه العارضين في بنطلونات فضفاضة بخصور عالية، تلتها مجموعة من الجاكيتات على شكل «كيمونو» من الحرير أو من قماش التارتان الاسكتلندي، الذي زاد من دراميتها. ورغم ان التأثير الياباني كان واضحا بشكل لا يمكن أن يمر مر الكرام، إلا ان ماكوين أرسل عارضات على شكل بنات غيشا رفقة العارضين للمزيد من التأكيد، في حالة لم ينتبه البعض.
دار «فيرساتشي»، هي الأخرى قدمت تشكيلة كل ما فيها ينطق بالترف والفخامة، لكنها لم تكن جديدة بمعنى الإبداع. وصرحت دوناتيلا فيرساتشي بعد العرض، أنها كانت تريد تصاميم محددة من دون تفاصيل كثيرة، تغلب عليها ألوان الأزرق النيلي والأسود والاخضر، والبذلات الرسمية حتى للمناسبات العادية، فالموسم القادم هو للرجل الانيق وليس للأزياء «السبور» أو «الكاجوال». ولا شك ان مصممي الدار عادوا إلى ارشيفهم مرة اخرى للاستقاء منها، فقد جاءت التشكيلة فعلا بنكهة قديمة، بشكل إيجابي، فيما يتعلق بالترف والالوان الغنية ومزجها قمصان الحرير بنطلونات الجلد، لأن الاسلوب كان عصريا. ولا شك ان الرجل سيحب البذلات الضيقة والمفصلة على الجسم التي تزيدها الإيشاربات والقمصان المنقوشة، أناقة وحيوية. الجميل في تشكيلة «فيرساتشي» هذه المرة، انها جاءت أنيقة وليست مبتذلة ومبالغا فيها كما كانت عليه في الثمانينات. وفي نهاية العرض ظهرت دوناتيلا وابتسامة رضا عريضة مرسومة على وجهها، لأن ردة فعل الحاضرين كانت جد إيجابية رغم غياب عنصر الإبداع. فقد ظلت لسنوات تحاول إنقاذ الدار من الإفلاس والتذبذبات التي عرفتها بعد مصرع جياني فيرساتشي. وعلى ما يبدو فإنها اجتازت محنتها سواء من خلال تشكيلة موسمي الربيع والصيف القادمين اللذين قدمتهما للمرأة في العام الماضي، أو من خلال هذه التشكيلة الرجالية الانيقة والغنية بالخيارات لموسمي الخريف والشتاء القادمين.
في المقابل حاول جيورجيو ارماني ان يغير جلده، وتقديم تشكيلة جديدة ومثيرة يغلب عليها المخمل والحرير البراق. ونجح في ذلك فقد تميزت الجاكيتات التي زينتها تفاصيل ناعمة من الجلد مع بنطلونات مفصلة، بجمالية فريدة، مع العلم انه لم يتخل عن كلاسيكيته المعروفة، التي لا شك سيشكره عليها زبائنه الدائمون الذين تعودوا على اسلوبه، من خلال بذلات كلاسيكية وجاكيتات مقلمة، تلبس مع صديرات وربطات عنق من المخمل. فالمخمل كان بالنسبة لـ «أرماني»، إلى جانب الحرير، بطل التشكيلة، لذلك قدمه على شكل جاكيتات للشاب الجريء والعصري، وعلى شكل اكسسوارات للرجل المحافظ.
بالنسبة لدار «بيربيري»، فهي تحتفل هذا العام بميلادها الـ 150، الأمر الذي انعكس على توجه كريستوفر بايلي، الذي بدا وكأنه في مهمة لإحياء تراث هذه الدار البريطانية العريقة، وهي مهمة سهلة بلا شك. فأرشيف الدار يزخر بكل ما هو كلاسيكي وعريق، فمؤسس الدار كان المصمم المفضل لدى العديد من أفراد العائلة البريطانية المالكة البريطانية، كما ان ماركته المسجلة، المعطف المطري يعرف هذه الايام انتعاشا كبيرا بعد أن اقبل عليه الشباب والنجمات. في تشكيلته هذه، تجاهل بنطلونات الجينز والتي ـ شيرتات، وركز على الاناقة الرسمية من خلال بذلات مقلمة بالطول ومكونة من ثلاث قطع، استوحاها حسب اعترافه من أسلوب دوق ويندسور، مع تركيز غير مسبوق على معطف المطر، الذي ترجمه من خلال اقمشة مختلفة، الجلد، والحرير والقماش المقصب والصوف
لندن: جميلة حلفيشي
مفاجآت مثيرة شهدها اسبوع الموضة الرجالي لخريف وشتاء 2006 ـ 2007 بميلانو الأسبوع الماضي، بدءا من مشاركة فيكتوريا بيكهام، عضو فريق سبايس غيرلز السابقة وزوجة لاعب الكرة البريطاني ديفيد بيكهام، في عرض روبيرتو كافالي، إلى توجيه العديد من دور الازياء والمصممين انظارهم إلى بريطانيا لاستقاء افكارهم. فعلى مدى خمسة ايام، غلبت على العروض أجواء رومانسية تحن إلى عهد «الجنتلمان» الارستقراطي، كما جسدته العديد من روايات القرن الثامن عشر. وإذا كان هذا الاتجاه سيجد صدى طيبا لدى الرجل، الذي ربما يكون قد مل من الأزياء المستلهمة من ثقافة الهيب هوب ومغني الروك اند رول، التي تركز على الاستعراض وعلى كل ما يلمع ويسطع، فإنها أيضا ستمس وترا حساسا لدى المرأة، فهي الأخرى تحن إلى الرجل الجنتلمان، الذي غيبته ضرورات الحياة وإيقاعها السريع. وربما يكون فيلم «بريدجيت جونز»، الذي حظي بنجاح تجاري كبير منذ بضع سنوات، المرأة التي أظهرت هذه الرغبة الدفينة وأخرجتها للسطح. فالمرأة، مهما كان مركزها أو استقلاليتها المادية، لا بد وان جزءا منها يحلم بمستر «دارسي» بطل رواية جاين أوستن الشهيرة «برايد أند بريجوديس»، الذي وإن لم يحضر على حصان أبيض، فهو على الأقل يتوفر على كل مواصفات فارس الأحلام الرومانسي.
بدأت عروض أسبوع الموضة الميلاني يوم الاثنين على هذا الإيقاع، فقد قدمت دار «غوتشي» تشكيلة جاءت فيها القمصان المزينة بكشاكش مستوحاة من العهد الفيكتوري، والمعاطف، على شكل جاكيتات طويلة مع بنطلونات ضيقة وأحذية عالية الساق. كما لعبت فيها الدار على التفاصيل مثل الياقات المزينة بالريش، التي اضافت لمسة بوهيمية أنيقة على المجموعة ككل. الملاحظ انه منذ مغادرة المصمم توم فورد الدار في عام 2004، وخليفته، جون راي، يحاول ان يبتعد عن أسلوبه خوفا من المقارنة، لذلك عوض الإثارة واللعب على مفاتن الجسد، اللذين اشتهر بهما فورد وصنعا اسمه واسم دار «غوتشي»، بالتركيز على الرومانسية والفخامة الهادئة، وأيضا على اللون الاسود للتخفيف من أي مبالغة في التفاصيل لمخاطبة شرائح متنوعة في السوق. فالأسود دائما ينجح في جذب الرجل، بغض النظر عن سنة ومكانته، كما انه في هذه التشكيلة جعل التفاصيل، حتى المبالغ فيها، تبدو رائعة، غامضة ومغرية. وتعقد دار «غوتشي» الآمال عليها لتحقيق المزيد من الربح، فهي لم تعد تعتمد على الأزياء النسائية أو على الاكسسوارات مثل الحقائب والاحذية والساعات وغيرها، وانتبهت إلى أن الرجل بدأ هو الآخر يصرف مبالغ لا يستهان بها على اناقته، الأمر الذي يعني شيئا واحدا وهو انه اصبح سوقا خصبة للاستثمار. فكرة الجنتلمان الارستقراطي كانت ايضا واضحة في تشكيلة كل من «برادا» و«دولتشي اند غابانا» و«امبوريو أرماني» و«بيربيري» و«ميسوني». فـ «برادا» ركزت، إلى جانب مجموعة عصرية مبنية على فكرة محاربين من العصور الوسطى بقبعاتهم العسكرية المصنوعة من الفرو والكشمير، على الارستقراطية المستوحاة من أزياء طلبة الجامعات البريطانية الراقية، ببذلات محددة على الخصر، وبنطلونات ضيقة، مع كنزات واسعة أضافت إليها المعاطف الشتوية المنقوشة والاكسسوارات بعض المرح، الذي كسر بعضا من جديتها. وعلقت ميوتشا برادا على الفكرة بعد انتهاء العرض يوم الاثنين الماضي بقولها «إنها تشكيلة تجسد حلم كل رجل أو شاب..إنها جزء من أيام زمان بإيحاءاتها الارستقراطية ونغماتها البطولية».
في عرض الثنائي «دولتشي اند غابانا»، غلبت فكرة القوة أو السلطة، وكان من الصعب تجاهلها، سواء في ما يتعلق بالاكسسوارات المتنوعة أو في ما يتعلق بالتصاميم المبتكرة، إما على شكل قصة البنطلون المنخفضة عند الخصر الأمامي، أو على شكل جاكيتات مصنوعة من القماش المقصب بأسلوبها النابوليوني، لكن التأثير الارستقراطي كان اكثر وضوحا في الصديرات والمعاطف الكلاسيكية ذات الذيل الطويل والإيشارب الملفوف حول العنق على طريقة «مستر دارسي».
من جهته قدم روبرتو كافالي مجموعة رومانسية ومثيرة في الوقت ذاته، فهو المصمم المفضل للمرأة الاستعراضية التي تريد ان تلفت الأنظار بجمالها وفتنتها، ويبدو انه تبنى الأسلوب ذاته بالنسبة للرجل، بجرعة اخف. ولأنه يحب الاستعراض، فقد ارتأى ان يعطي عرضه المزيد من الأهمية الإعلامية، ودعا فيكتوريا بيكهام عضو فريق سبايس غيرلز السابقة، المشاركة في آخر العرض بفستان أبيض طويل في غاية الانوثة. لكن رغم انه لم يلعب على النغمة الارستقراطية في تصاميمه بشكل واضح، إلا ان خلفية العرض نفسها كانت عبارة عن منظر من القرن الثامن عشر، إضافة إلى ان كافالي صرح انها تخاطب الرجل الرومانسي بمفهومه التقليدي «الرجل الذي قد لا يحمل سيفا، لكنه يحب فكرة ان يصارع ويحارب من أجل الفوز بمحبوبته». فيما عدا هذا التصريح والخلفية التاريخية، فقد غلب على تصاميم الازياء، التي شهدتها منصات العرض، أسلوب راكبي الدراجات النارية ببنطلوناتها الجلدية الضيقة، كما غلبت عليها الإيحاءات اليابانية، من خلال التوكسيدو المبني على شكل كيمونو وقصات الشعر وغيرها، لكنه لم ينس عشقه للفرو، الذي استعمله بسخاء في حواشي المعاطف الجلدية وغيرها.
وتجدر الإشارة هنا إلى ان اليابان وتأثيراته ستكون حاضرة بالنسبة للمرأة والرجل على حد سواء في المواسم القادمة، والفضل في ذلك يعود إلى فيلم «مذكرات فتاة غيشا»، وانتعاش الاقتصاد الياباني. فالمصمم البريطاني الاصل ألكسندر ماكوين، كان أكثر من استغل هذا التأثير من خلال عرض ساحر أرسل فيه العارضين في بنطلونات فضفاضة بخصور عالية، تلتها مجموعة من الجاكيتات على شكل «كيمونو» من الحرير أو من قماش التارتان الاسكتلندي، الذي زاد من دراميتها. ورغم ان التأثير الياباني كان واضحا بشكل لا يمكن أن يمر مر الكرام، إلا ان ماكوين أرسل عارضات على شكل بنات غيشا رفقة العارضين للمزيد من التأكيد، في حالة لم ينتبه البعض.
دار «فيرساتشي»، هي الأخرى قدمت تشكيلة كل ما فيها ينطق بالترف والفخامة، لكنها لم تكن جديدة بمعنى الإبداع. وصرحت دوناتيلا فيرساتشي بعد العرض، أنها كانت تريد تصاميم محددة من دون تفاصيل كثيرة، تغلب عليها ألوان الأزرق النيلي والأسود والاخضر، والبذلات الرسمية حتى للمناسبات العادية، فالموسم القادم هو للرجل الانيق وليس للأزياء «السبور» أو «الكاجوال». ولا شك ان مصممي الدار عادوا إلى ارشيفهم مرة اخرى للاستقاء منها، فقد جاءت التشكيلة فعلا بنكهة قديمة، بشكل إيجابي، فيما يتعلق بالترف والالوان الغنية ومزجها قمصان الحرير بنطلونات الجلد، لأن الاسلوب كان عصريا. ولا شك ان الرجل سيحب البذلات الضيقة والمفصلة على الجسم التي تزيدها الإيشاربات والقمصان المنقوشة، أناقة وحيوية. الجميل في تشكيلة «فيرساتشي» هذه المرة، انها جاءت أنيقة وليست مبتذلة ومبالغا فيها كما كانت عليه في الثمانينات. وفي نهاية العرض ظهرت دوناتيلا وابتسامة رضا عريضة مرسومة على وجهها، لأن ردة فعل الحاضرين كانت جد إيجابية رغم غياب عنصر الإبداع. فقد ظلت لسنوات تحاول إنقاذ الدار من الإفلاس والتذبذبات التي عرفتها بعد مصرع جياني فيرساتشي. وعلى ما يبدو فإنها اجتازت محنتها سواء من خلال تشكيلة موسمي الربيع والصيف القادمين اللذين قدمتهما للمرأة في العام الماضي، أو من خلال هذه التشكيلة الرجالية الانيقة والغنية بالخيارات لموسمي الخريف والشتاء القادمين.
في المقابل حاول جيورجيو ارماني ان يغير جلده، وتقديم تشكيلة جديدة ومثيرة يغلب عليها المخمل والحرير البراق. ونجح في ذلك فقد تميزت الجاكيتات التي زينتها تفاصيل ناعمة من الجلد مع بنطلونات مفصلة، بجمالية فريدة، مع العلم انه لم يتخل عن كلاسيكيته المعروفة، التي لا شك سيشكره عليها زبائنه الدائمون الذين تعودوا على اسلوبه، من خلال بذلات كلاسيكية وجاكيتات مقلمة، تلبس مع صديرات وربطات عنق من المخمل. فالمخمل كان بالنسبة لـ «أرماني»، إلى جانب الحرير، بطل التشكيلة، لذلك قدمه على شكل جاكيتات للشاب الجريء والعصري، وعلى شكل اكسسوارات للرجل المحافظ.
بالنسبة لدار «بيربيري»، فهي تحتفل هذا العام بميلادها الـ 150، الأمر الذي انعكس على توجه كريستوفر بايلي، الذي بدا وكأنه في مهمة لإحياء تراث هذه الدار البريطانية العريقة، وهي مهمة سهلة بلا شك. فأرشيف الدار يزخر بكل ما هو كلاسيكي وعريق، فمؤسس الدار كان المصمم المفضل لدى العديد من أفراد العائلة البريطانية المالكة البريطانية، كما ان ماركته المسجلة، المعطف المطري يعرف هذه الايام انتعاشا كبيرا بعد أن اقبل عليه الشباب والنجمات. في تشكيلته هذه، تجاهل بنطلونات الجينز والتي ـ شيرتات، وركز على الاناقة الرسمية من خلال بذلات مقلمة بالطول ومكونة من ثلاث قطع، استوحاها حسب اعترافه من أسلوب دوق ويندسور، مع تركيز غير مسبوق على معطف المطر، الذي ترجمه من خلال اقمشة مختلفة، الجلد، والحرير والقماش المقصب والصوف