أرض النفاق

عندما كتب الأديب الراحل الكبير يوسف إدريس روايته الشهيرة "أرض النفاق" لم يكن يعلم أن يصل اليوم الذي يتحول مجتمع بأكلمه إلى حالة نفاق كاملة مثلما هو حال الوسط الرياضي المصري هذه الأيام، خلال فعاليات الدورة العربية الحادية عشر المقامة حاليا في مصر.

فجأة وبدون مقدمات، تحول الوسط الرياضي إلى وسط من المنافقين للبطولة العربية بدعوي إقامتها في مصر ولا بد من إنجاحها بصرف النظرعن مستوي الرياضيين المشاركين فيها مقارنة بالمستوى الذي وصل إليه العالم، بدليل الارقام التي حققها الرياضيون العرب خلال الدورة الحادية عشر.

الغريب أن الاعلام المصري اهتم بالبطولة العربية أكثر بكثير من اهتمام الجماهير التي لا تتابع البطولة بالقدر الذي يتوازي مع الاهتمام الاعلامي، لدرجة تشعر معها أن الإعلام المصري يهتم ببطولة لا يعلم شيئا عنها أحد غيره.

رغم أن المنطق يقول إن الإعلام يهتم دائما باهتمامات القاعدة العريضة من الرأي العام – أو هكذا يفترض فيه - إلا أن الإعلام المصري في هذه الدورة خانه ذكائه لمجرد إرضاء مسؤولي المجلس القومي للرياضة.

أكبر دليل علي عدم اهتمام الجماهير المصرية بالدورة العربية الحالية هو خلو مدرجات الملاعب المختلفة من الجماهير، اللهم إلا من رجال القوات المسلحة الذين يتواجدون في تلك الملاعب لحفظ ماء الوجه لا أكثر وهو ما يحسب لهم, لأنه لولا هذا التواجد لخلت مدرجات الملاعب من جماهيرها، ولكانت فضيحة بجلاجل.






لا بد وأن نعترف بأن ما حققه أبطال مصر في الدورة العربية ليس له علاقة بما يجب أن يكونوا عليه ولايجب أن تخدعنا الأرقام التي حققوها لأن المحك الرئيسي للحكم علي المستوى الرياضي لأي بلد يظهر في الدورات الأوليمبية.



الإعلام ليس مطلوبا منه الترويج لحدث ولد مشوها لاسيما وأن مثل هذه البطولات - شديدة الود - لا تحظى بأي قدر من الاهتمام, اللهم إلا اهتمام المسؤولين الذين من مصلحتهم الترويج للحدث المحسوب لهم وعليهم.

كما أن الجماهير لم تهتم بهذه الدورة ولا غيرها من الدورات العربية لأنها تعلم علم اليقين أنه ليس من ورائها طائل, وليست مدرجة ضمن البطولات الرسمية بدليل أن الجماهيرالمصرية لم تستقبل النتائج المبهرة – عربيا - التي يحققها الرياضيون المصريون بالحفاوة اللائقة لأنها تعلم أن هذه النتائج لا تعبر عن تفوق رياضي بقدر ما تعبر عن تدني مستوي الرياضة العربية بشكل عام, لاسيما وأن أغلب الأبطال العرب العالميين لا يشاركون في هذه البطولة خاصة أبطال المغرب في ألعاب القوى.

هنا لابد وأن نعترف بأن ما حققه أبطال مصر في الدورة العربية ليس له علاقة بما يجب أن يكونوا عليه، إذا كانوا يريدون فعلا الوصول لمستوى يقترب من المستوي العالمي، ولايجب أن تخدعنا الأرقام التي حققوها لأن المحك الرئيسي للحكم علي المستوى الرياضي لأي بلد يظهر في الدورات الأوليمبية.

من يتابع الاهتمام الإعلامي بالدورة العربية مقارنة باهتمام الجماهير لابد وأن يتذكر المقوله الشهيرة للفنان حسين مملوك "إديني عقلك"

.منــــــــــــــــــــقول

مرسيه اوى على مجهودك الكبير والرائع